الأحد، 14 أغسطس 2016

اﻷثنين

الشاعر الامريكي  بيلي كولينز من مجموعته الشعرية : محنة الشعر وقصائد أخرى.


الإثنين

 الطيور في أشجارها،
 و الخبز المحمص في المحمصة،
 والشعراء امام نوافذهم .
 هم عند نوافذهم
 في كل قسم من اقسام الأرض
 الشعراء الصينيون يبحثون  عن القمر
 الشعراء الأمريكيون يحدقون
 في الشرائط الوردية والزرقاء
 لشروق الشمس.
 الكتبة في مكاتبهم،
 عمال المناجم في أسفل مناجمهم،
 والشعراء ينظرون من نوافذهم
 ربما مع سيجارة، وكوب من الشاي،
 وربما يشاركهم قميص أو روب حمام .
 يلعب المراجعين تنس الطاولة
كلعبة التدقيق اللغوي،
 يلقون نظرات عابرة ذهابا وإيابا من صفحة إلى أخرى،
 الطهاة يقطعون الكرفس والبطاطا،
 والشعراء امام نوافذهم
 لأن هذه مهمتهم
 لايتقاضون شيئا  ظهيرة كل جمعة.
 بالكاد يهتمون بأي نافذة
 رغم ان كثيرين منهم لهم واحدة  يفضلونها،
 لان هناك دوما شيئا يستحق المشاهدة
 طائر يمسك غصنا رقيقا،
 المصابيح الأمامية لسيارة الأجرة وهى تلف المنعطف،
 هاذان الولدان  بالقبعات الصوفية ينزويان بركن الشارع.
 الصيادين  ينفضون قواربهم،
 عمال التمديدات الكهربائية يتسلقون أعمدة الانارة ،
 الحلاقين ينتظرون بجوار المرايا والكراسي،
الشعراء  يواصلون التحديق
 في حمام الطيور المتصدع  أو  فروع الاشجار تطرقها الريح.
 الآن ، كاد يمر دون تعليق
 أنه كاالفرن  للخباز
 وكالثوب الملطخ  بالتوت للمنظف الجاف،
تكون النافذة  بالنسبة الشاعر.
 تخيلوا قليلا -
 قبل اختراع النافذة،
 يضطر الشعراء إلى لبس سترة
 وقبعة الشتاء للذهاب خارجا
او  يبقون في الداخل ليس لهم سوى جدار يحدقون  فيه .
 وعندما اقول جدار،
 فأنا لا أقصد الجدار بورق الجدران المخطط
 و عليه رسم بقرة في إطار.
بل  أعني جدار باردا من الحجارة ،
 جدار سوناتة من القرون الوسطى،
 قلب المرأة الأصلي  الذي من حجر،

 الحجر  الذي نشب في حلق الشاعر حبيبها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

  كافكا - حكم تسوراو 1 المسار الصحيح يكون على طول حبل، ليس حبلاً معلقا في الهواء، بل حبلاً ممدداً على الأرض. وهو يشبه سلك ا...