من رواية سيرة ذاتية للاحمر – تاليف ان كارسون –
ترجمة مامون الزائدي
9 - المكان والزمان
بناء على الاخرين تتحدد تصرفات المرء الخاصة .
----
جريون كان مندهشا من نفسه. وهو يلتقي هرقل تقريبا كل يوم . لحظة الطبيعة
التي تشكلت بينهما استنزفت كل قطرة من جدران حياته
تاركة وراءها الأشباح فقط
تصدر حفيفها مثل خارطة قديمة. لم يكن لديه شيء ليقوله لأحد.
شاعرا انه فضفاض وبراق.
أحترق في وجود والدته.
أنا لا أكاد اعرفك بعد الآن، قالت وهي تتكئ على باب غرفته.
هطلت الأمطار فجأة وقت العشاء ،
الغروب الآن قطرات مذهلة على النافذة. سلام لا معنى له من أوقات النوم القديمة
ملأ الغرفة. الحب لا يجعلني لطيفا أو طيبا ، فكر جريون
كان وأمه يعاينان بعضها
كلاهما من شاطئ آخر للضوء.
كان يملأ جيوبه بالمال، المفاتيح، الضباب .
نقرت السيجارة على الجزء الخلفي من يدها.
وقالت لقد وضعت لك بعض القمصان النظيفة في أعلى دُرجك بعد ظهر اليوم.
رسم صوتها دائرة
حول كل تلك السنوات التي قضاها في هذه الغرفة.
حملق جريون لأسفل. هذا القميص نظيف،
من المفترض أن يبدو هكذا . كان القميص الذي يعنيه ممزقا من هنا وهناك. وقد كتب عليه الله يحب لولا بأحرف حمراء.
سعيد أنها لا يمكن أن ترى الجزء الخلفي، كان يفكر وهو يهز كتفيه ليسوي سترته
و يدس الكاميرا في الجيب.
متي ستعود الى المنزل؟ قالت. ليس متأخرا جدا، أجاب. وقد ملأه شوق جريء خالص لأن يكون قد مضى.
هيا يا جريون أيمكنك أن تقول لي ما الذي يعجبك في هذا الرجل هرقل ؟
أيمكنني أن أقول لكِ، فكر جريون.
ألاف الأشياء التي لا يمكن أن يتحدث عنها تدفقت في ذهنه. هرقل يعرف الكثير عن الفن. ونحن نخوض نقاشات جيدة.
كانت تبحث ليس في وجهه ولكن فيما وراءه وهي تعيد السيجارة غير المشتعلة الي جيب القميص.
"كيف تبدو المسافة ؟" سؤال مباشر بسيط. فهي تمتد من اللافراغ الذي بالداخل الى حافة ما يمكن أن يكون محبوبا.
وذلك يعتمد على الضوء.
هل اشعل لكِ هذه ؟ قال ساحبا علبة ثقاب من سرواله الجينز وهو يمشي تجاهها.
لا ياعزيزي شكرا . كانت تبتعد.
علي حقا الإقلاع عن التدخين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق