الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

من كتاب " اعترافات ولعنات " اميل سيوران.




11
تلك الفطنة الفادحة
  
كل حدث ما هو إلا علامة سيئة اخرى ،  برغم أن إستثناء قد يحدث احياناً – وهو ما يبالغ فيه الـــمؤرخ    لخلق وهم ما هو غير متوقع .
  
أفضل مايثبت أن الحسد  شامل، هو حقيقة أنه يستشري بين المجانين أنفسهم في فترات صفاءهم الوجيزة  
  
كل شذوذ يغوينا .الحياة في المقام الأول، هي الشذوذ بامتياز .
  
واقفاً، يعترف المرء بسهولة أن كل لحظة تمر تختفي إلى الأبد . طريحاً ، هذه النقطة الواضحة تبدو مرفوضة جدا بحيث لا نتوق أبدا للنهوض مرة أخرى .
  
التقدم والعودة الخالدة: شيئان لا معنى لهما. ماذا يبقى؟ التنازل عن الجاذبية ،عن المفاجآت التي ليست هناك مثلها عن الاحداث التي تدّعي أنها  غير مألوفة .
  
لو بدأنا  بالتخلص من كل أولئك الذين لا يمكنهم  التنفس الا على منصة !
  
عنيف بالطبيعة، متذبذب بالاختيار.  ما الطريق الذي تميل له ؟ مع من تصطف ؟ ما الذات  التي تنضم إليها ؟
  
 على فضائلنا و رذائلنا أن تكون عنيدة كي تبقي نفسها على السطح، كي نحافظ على هذا النمط المغامر الذي نحتاجه من أجل مقاومة بريق الدمار أو اليأس .
  
" أنت تتحدث عن الله في كثير من الأحيان. إنها كلمة أنا لم اعد استخدمها  "، كتبت راهبة سابقة الي. ليس لدى الجميع حسن الحظ كي يشمئز منها !
  
في سكون بعض الليالي، لعدم وجود المقرب الحميم ، نتقلص الى ذلك الذي لعب هذا الجزء لقرون، منذ آلاف السنين .
  
السخرية، تلك المختلفة بعض الشيء، الوقحة الحاقدة، هي فن أن تكون قادرا على التوقف. السبر الـــــمجرد تحت السطح يدمرها. إذا كان لديك ميل للالحاح، تصير عرضة لخطر الغرق معها .
  
ما هو رائع هو أن كل يوم يجلب لنا سببا جديدا لنختفي .
  
حيث أن الأشياء الوحيدة التي نتذكرها  هي المذلات والهزائم، فما الفائدة من كل ما تبقى ؟
  
التحري في أساس أي شيء يجعل المرء يتوق ليطرح نفسه على الأرض. على أي حال، هذه هي الطريقة التي اعتدت على الإجابة بها على الأسئلة الأساسية ـ الأسئلة التي دون إجابة .
  
وانا افتح هذا الكتاب على عصور ما قبل التاريخ، عثرت على بعض بعض العينات من أجدادنا، بائسة كما ينبغي أن يكون. دون شك كان لا بد لها من ذلك. مشمئزة و مستعارة ، سرعان ما أغلقت الكتاب، مدركا اني سوف  افتحه مرة أخرى كلما أريد أن أسهب في الحديث عن نشأة  أهوالنا و قذارتنا .
  
الحياة السرية المضادة للحياة، وهذه الكوميديا ​​الكيميائية، بدلا من أن تدعونا لأن نبتسم، تنخر في حيويتنا و تدنسنا .
  
الحاجة إلى التهام الذات تبرئ المرء من الحاجة إلى الاعتقاد .
  
إذا كان الغضب سمة العلي القدير، فعلي أن  اتوق وقد تجاوزت وضعي البشري .
  
قد يتم تبرير وجودنا لو كان كل واحد منا يتصرف كما لو أنه آخر رجل على قيد الحياة .
  
اغناطيوس اللويولي،  كانه يعذبه وازع لم يحدد طبيعته، وقد اخبرنا أنه كان يفكر في القضاء على نفسه. حتى هو ! هذا الإغراء بالتأكيد أكثر سعة انتشار وأكثر تجذرا من أن يتحقق. بل هو في الواقع شرف للبشرية، حتى يصبح واجباً .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

  كافكا - حكم تسوراو 1 المسار الصحيح يكون على طول حبل، ليس حبلاً معلقا في الهواء، بل حبلاً ممدداً على الأرض. وهو يشبه سلك ا...