الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

ديفيد ماركسون - عشيقة فتجنشتاين




عشيقة فتجنشتاين (رواية ) - دايفيد ماركسون


في البداية، كنت اترك رسائل في الشارع أحيانا .
شخص ما يعيش في متحف اللوفر، كما ستقول بعض الرسائل. أو انه في المعرض الوطني .
طبعا، يمكنهم قول ذلك فقط عندما اكون في باريس أو في لندن. اما هناك شخص ما يعيش في متحف متروبوليتان، فهو ما سيقولونه عندما اكون لا زلت في نيويورك .
لم يأت أحد، بالطبع. وفي نهاية المطاف توقفت عن ترك الرسائل .
لقول الحقيقة، ربما تركت ثلاث أو أربع رسائل بالاجمال .
ليس لدي أي فكرة كم مضى من الوقت عندما كنت أفعل ذلك. وإذا اضطررت للتخمين، أعتقد أنني سوف اخمن انها عشر سنوات .
ربما كان الأمر قبل عدة سنوات أكثر من ذلك .
كنت بالطبع خارج المنطق لفترة معينة أيضا، في ذلك الوقت .
لا أعرف كم من الوقت تلك الفترة، ولكنها فترة معينة .
وقت خارج المنطق. هي عبارة أظن أنني لم افهمها ابدا بشكل صحيح، والآن يحدث ان استخدمها .
الوقت خارج المنطق تعنى الجنون، أو ان الوقت خارج المنطق تعني ببساطة انني نُسيت ؟
ولكن في كلتا الحالتين كان هناك تساؤل صغير حول هذا الجنون. مثلما قدت السيارة ذلك الوقت إلى تلك الزاوية الغامضة من تركيا، على سبيل المثال، لزيارة في موقع طروادة القديمة .
ولسبب ما أردت خاصة أن انظر إلى النهر هناك، الذي كنت قد قرأت عنه كذلك، وهو يتدفق متجاوزا القلعة نحو البحر .
لقد نسيت اسم النهر، الذي كان في الواقع تياراً موحلاً .
وعلى أي حال أنا لا أقصد إلى البحر، ولكن إلى الدردنيل، الذي كان يسمى هيليسبونت .
تم تغيير اسم طروادة أيضا، طبيعياً. صار هيسارليك، وهو اسمها الذي تغيرت اليه   .
كانت زيارتي خيبة أمل بعدة طرق ، الموقع كان صغيرا بشكل مثير للدهشة. كان أكثر قليلا من مبنىً في مدينك العادية مرتفعا بضعة طوابق ، عمليا .
ومع ذلك، يمكن للمرء من الأنقاض أن يرى جبل إيدا، وكل تلك المسافة بعيدا .
حتى في أواخر الربيع، كانت هناك ثلوج على الجبل .
ذهب شخص ما إلى هناك كي يموت، كما اعتقد، في واحدة من القصص القديمة. باريس، ربما .
أعني باريس الذي كان عشيق هيلين،  طبعا. والذي أصيب بجروح قرب نهاية تلك الحرب .
في واقع الأمر كانت هيلين كما اعتقدت في الغالب، عندما كنت في طروادة .
كنت على وشك أن أضيف  حتى أنني حلمت ، لفترة من الوقت، بأن السفن اليونانية كانت لاتزال ترسو على الشاطئ هناك.
حسنا، كان يمكن أن يكون ذلك  شيئا غير مؤذٍ  تماما كحلم  .
من هيسارليك، يكون البحر على بعد ساعة سيرا على الأقدام. ما كنت قد خططت للقيام به هو أن أخذ زورقا عاديا واعبر، ومن ثم اقوده إلى أوروبا عبر يوغوسلافيا .
أعني يوغوسلافيا ربما . في أي حال على ذلك الجانب من القناة حيث هناك آثار للجنود الذين لقوا حتفهم في الحرب العالمية الأولى .
على الجانب حيث توجد طروادة، يمكن للمرء أن يجد النصب حيث دفن أخيل، منذ وقت طويل جدا .
حسنا، يقولون إنه حيث دفن أخيل .
ومع ذلك، أجد أنه من غير العادي أن شبابا ماتوا هناك في حرب منذ أمد بعيد ، ثم ماتوا في نفس المكان بعدها بثلاثة آلاف سنة.
ولكن لذلك ربما،غيرت رأيي حول عبور هيليسبونت. وأعني الدردنيل. مافعلته هواختيار زورق بخاري والذهاب به في طريق الجزر اليونانية وأثينا، بدلا من ذلك .
حتى بمجرد صفحة مزقتها من الأطلس، بدلا عن الخرائط البحرية، استغرقني الامر يومين متمهلين فقط كي اصل اليونان.  الكثير من التفاصيل عن تلك الحرب القديمة  كانت دون شك  امرا مبالغا فيه .
يمكن لأشياء معينة ان تحرك شيئا فيك .
على سبيل المثال وبعد يوم أو يومين ، رؤية البارثينون بقرب مغيب الشمس .
كان ذلك الشتاء الذي عشت فيه في متحف اللوفر، على ما أظن. كنت احرق التحف وإطارات الصور طلباً للدفء، في غرفة سيئة التهوية .
ولكن بعدها ومع أول علامات ذوبان الجليد،صرت اغير المركبات كلما نفذ مني الوقود ، وبدأت من جديد عبر وسط روسيا قاصدة بيتي  ثانية .
كل هذا صحيح بلا شك، كما قلت انه حدث منذ فترة طويلة. وكما اني قلت أيضا، ربما كنت مجنونة .
ثم مرة أخرى أنا لست على الإطلاق متأكدة من اني كنت مجنونة عندما توجهت إلى المكسيك، قبل ذلك .
ربما قبل ذلك. في زيارة  لقبر طفل كنت قد فقدته، منذ فترة أطول من كل هذا ، ويدعى آدم .
لماذا كتبت أن اسمه آدم ؟
سيمون هو اسم صبيِّ الصغير .
وقتا خارج المنطق. هل يعني أنه يمكن للمرء أن ينسى للحظة اسم طفله الوحيد، الذي سيكون في الثلاثين الآن ؟
أشك انه في الثلاثين. لنقل السادسة والعشرين، أو السابعة والعشرين .
هل أنا في الخمسين، اذن ؟
هناك مرآة واحدة فقط، هنا في هذا البيت على هذا الشاطئ. ربما تقول المرآة الخمسين .
يدي تقول ذلك. لقد حان الوقت ليظهر على ظهر يدي .
على العكس من ذلك ، أنا ما زلت احيض. بشكل غير منتظم، بحيث غالبا ما يستمر حيضي لأسابيع، ولكنه بعد ذلك لا يحدث مرة أخرى حتى اكون قد نسيته تقريبا  .
ربما لا أكون قد تجاوزت السابعة والأربعين أو الثامنة والأربعين. وأنا على يقين من أنني حاولت مرة أن أحفظ حسابا مؤقتا، للأشهر ربما، وبالتأكيد للفصول على الأقل. ولكني لا أتذكر حتى الآن متى ايقنت أنني قد اضعت وقتا طويلا منذ أن فقدت المسار .
أعتقد أنني كنت في طريقي الى الأربعين،   عندما بدأ كل هذا .
تركت تلك الرسائل بالطلاء الأبيض. وبحروف كبيرة ، عند التقاطعات، حيث يمكن لأي شخص قادم أو ذاهب ان يراها  .
أحرقت قطعاً أثرية وبعض الأشياء الأخرى عندما كنت في متحف متروبوليتان أيضا.
حسنا، كنت اشعل النار هناك بشكل دائم، في الشتاءات .
كان ذلك الحريق مختلفا عن الحريق الذي اشعلته في متحف اللوفر. لقد اضرمت النار في تلك القاعة الكبرى في المتروبوليتان ، حيث يذهب المرء إلى الداخل والخارج .
في الواقع صنعت مدخنة عالية من القصدير ، أيضا. حتى يتسنى للدخان أن ينجرف إلى الكوة العالية فوقها .
ما كان علي القيام به هو احداث ثقوب في الكوة، حالما انهيت تشييد المدخنة .
فعلت ذلك بمسدس، بعناية فائقة، في زاوية أحدى الشرفات، بحيث يخرج الدخان ولا يدخل ماء المطر.
هطل المطر. ليس الكثير من المطر، ولكن بعضه .
حسنا، في نهاية المطاف جاء عابرا نوافذ أخرى أيضا، عندما انكسرت لوحدها. أو بسبب الطقس .
النوافذ تواصل التكسر. العديد منها مكسور هنا، في هذا البيت .
غير أنه الصيف في الوقت الحاضر. ولست أمانع هطول المطر .
من الطابق العلوي، يمكن للمرء أن يرى المحيط. اما هنا فتوجد الكثبان الرملية التي تعيق الرؤية .
في الواقع هذا هو بيتي الثاني على نفس هذا الشاطئ. الأول، أحرقته حتى تسوى بالأرض. ما زلت غير متأكدة كيف حدث ذلك، على الرغم ربما من اني كنت اطبخ . للحظة مشيت نحو الكثبان الرملية للتبول، وعندما نظرت إلى الوراء كان كل شيء مشتعلا .
هذه المنازل الشاطئية كلها من خشب، وطبعا. كل ما امكنني القيام به كان الجلوس على الرمال ومشاهدته يحترق. أحترق طوال الليل .
ما زلت الاحظ البيت المحروق، في الصباحات، عندما أتمشى على طول الشاطئ .
حسنا، من الواضح أنني لا الاحظ البيت. ما الاحظه كان ما تبقى منه.
لا يزال المرء عرضة للتفكير في البيت كبيت، حتى لو لم يكن هناك الكثير بشكل ملحوظ مما بقى منه  .
وقد نجا هذا بشكل جيد إلى حد ما، افكر في ذلك. الثلوج القادمة ستكون الثالثة وانا هنا، كما أعتقد .
ربما يجب أن اضع قائمة بالاماكن الآخرى التى كنت فيها ، ولوكان ذلك من أجل  الثقيف الذاتي    . أعني بداية مع ذلك الدور العلوي القديم في سوهو، قبل المتروبوليتان. ثم رحلاتي .
على الرغم من أني دون شك فقدت مسار قدر  كبير من ذلك حتى الآن، ايضاً .
أتذكر جلوسي صباح احدالايام في سيارة اقود على الجهة اليمنى واشاهد طريق ستراتفورد أون ايفون يمتلىء بالثلوج، التي كانت نادرة بكل تأكيد .
حسنا، وفي نفس ذلك الشتاء كادت تصدمني تقريبا سيارة لا يقودها احد ، قدمت منزلقة أسفل تلة بالقرب هامبستيد هيث .
كان هناك تفسير للسيارة القادمة من التلة دون اي شخص يقودها .
التفسير كان التلة، واضحاً .
تلك السيارة، أيضا، كانت لها طريق يمنى . على الرغم من أن هذا ربما ليست له علاقة خاصة بأي شيء .
وفي كلتا الحالتين ربما كنت قد ارتكبت خطأ، في وقت سابق، عندما قلت اني تركت رسالة في الشارع تقول أن شخصا ما كان يعيش في المعرض الوطني .
حيث كنت أعيش في لندن كان معرض تيت ، هناك تعرض عدة لوحات لجوزيف مالورد وليام تيرنر .
أنا متأكدة تماما من أنني عشت في تيت .
وهناك تفسير لذلك أيضا. التفسير هو أنه يمكن للمرء أن يرى النهر، من هناك .
وهو يعيش لوحده، يكون المرء عرضة لتفضيل منظر المياه .
لقد اعجبت دائما بتيرنر ايضاً . في الواقع لوحاته الخاصة عن المياه قد تكون جزءا ساهم في اتخاذ قراري .
ذات مرة ،اوثق تيرنر نفسه بصاري سفينة لعدة ساعات، خلال عاصفة هوجاء ، حتى يتمكن من رسم العاصفة لاحقاً .
من الواضح ان ، العاصفة نفسها لم تكن مارغب تيرنر في رسمه. وما كان ينوي رسمه هو محاكاة للعاصفة .
لغة المرء غالبا ما تكون غير دقيقة بذلك النسق، كما تبينت .
في الواقع، قصة تيرنر الذي رُبط إلى الصاري تذكرني بشيء، على الرغم من أنني لا أستطيع أن أتذكر ما الذي تذكرني به  .
ويبدو أيضا أن لا أتذكر أي نوع من النار كنت قد اشعلت في تيت .
في المتحف الوطني الهولندي[1] ، في أمستردام، أزلت لوحة الحراسة الليلية لريمبراندت من إطارها عندما كنت أسعى للدفء هناك أيضا، بالمناسبة .
أنا على يقين من أني كنت أعتزم الوصول إلى مدريد في ذلك الوقت أيضا، لأن هناك لوحة في متحف برادو لروجير فان دير وايدن، وهي النزول عن الصليب، كنت أرغب في رؤيتها مرة أخرى. ولكن لسبب ما، في بوردو، تحولت إلى السيارة التي كانت  متوجهة الى الخلف في الاتجاه الآخر .
ثم مرة ثانية ربما كنت قد عبرت الحدود الإسبانية إلى حد ان وصلت إلى بامبلونا .
حسنا، كثيرا ما فعلت أشياء غير متعمدة في تلك الأيام، كما قلت. ذات مرة ، من أعلى الادراج الإسبانية في روما، ودون سبب ماعدا أني وجدت شاحنة فولكس واجن مليئة بكرات التنس، فتركت المئات والمئات من كرات التنس ترتد واحدة تلو الأخرى إلى أسفل، بكل طريقة ممكنة .
شاهدت كيف أنها ضربت التشوهات الصغيرة أو البقع البالية في الحجر، وكيف كانت تغير اتجاهها، وكنت اخمن إلى أي مدى عبر الساحة في الأسفل سيصل كل واحد منها.
ارتد العديد منها كركلة ركنية وضرب المنزل حيث توفي جون كيتس، في الواقع.
كانت هناك لوحة على المنزل، تشير إلى أن جون كيتس توفي هناك .
اللوحة بالإيطالية، وبطبيعة الحال. كانت تسميه جيوفاني كيتس.
اسم النهر الذي في هيسارليك هو سكاماندر، تذكرت الآن .
في الإلياذة، لهوميروس، يشار إليه كنهر جبّار .
حسنا، ربما كان كذلك، في وقت ما. أشياء كثيرة يمكن أن تتغير، في ثلاثة آلاف سنة .
وحتى مع ذلك، جالساً فوقه ذات مساء على الجدران التي تم حفرها، محدقاً نحو القناة، كنت محقة تقريبا في انه يمكن للمرء أن يرى المشاعل اليونانية، مضاءة على طول الشاطئ .
حسنا، كما قلت من قبل ، ربما لم أسمح لنفسي فعلا بأن تظن ذلك .
ومع ذلك، تبقى بعض الأشياء غير مؤذية ابدا كي نفكر فيها .
في الصباح التالي، عندما ظهر الفجر، كنت مكتفية تماما بأن اعتبره فجراً بأصابع وردية، على سبيل المثال. على الرغم من أن السماء كانت غامضة .
وفي الوقت نفسه استغرقت الوقت للتو لأحرك أمعائي. أنا لا أذهب إلى الكثبان الرملية كي افعل ذلك، ولكني انزل الى المحيط نفسه، حيث يغسل المد .
وانا ذاهبة، توقفت أولاً في الغابة بجانب المنزل لأخذ بعض الأوراق .
وبعدها ذهبت لاجلب المياه من نبعي، والذي ربما كان على بعد مئة خطوة على طول الطريق في الاتجاه المعاكس للشاطئ .
لدي جدول أيضا. حتى لو كان بالكاد كنهر التايمز .
في تيت كنت أحضر مياهي من النهر، ولكن. يمكن للمرء القيام بذلك النوع من الاشياء لفترة طويلة، الآن .
حسنا، يمكن للمرء أن يشرب من أرنو، في فلورنسا، منذ فترة طويلة مثلما كنت أعيش في أوفيزي. أو من السين، عندما كنت أحمل جرة أسفل الرصيف في اللوفر .
في البداية شربت فقط المياه المعبأة في زجاجات، طبعا .
في البداية كانت لدي تجهيزات ، ايضاً . كالمولدات، لأستخدمها مع أجهزة التدفئة الكهربائية .
كان الماء والدفء من الأساسيات، طبعا .
أنا لا أتذكر من جاء أولا، ان صرت بارعة في ابقاء النار مشتعلة ،وتخلصت من أجهزة من ذلك النوع، أو اكتشاف أن أحدا يمكنه أن يشرب أي كمية من الماء لو رغب لمرة ثانية .
ربما براعتي  في اشعال النار أتت أولا. حتى وان كنت قد أحرقت منزلين وسويتهما بالأرض، على مر السنين .
والأكثر حداثة فيهما، كما أشرت، كان حادثاً عارضاً .
السبب في اني أحرقت الأول هو شيء لا أود الخوض عميقا جدا فيه . فعلت ذلك متعمدة تماماً، مع ذلك .
كان في المكسيك، في الصباح بعد أن قمت فيه بزيارة قبر سيمون المسكين .
حسنا، كان المنزل الذي عشنا فيه جميعا. اظن اني بصراحة قد خططت للبقاء فيه، لبعض الوقت .
ما فعلته كان سكب البنزين في جميع أنحاء غرفة سيمون القديمة .
طوال معظم الصباح كنت أستطيع أن أرى الدخان يعلو ويعلو ، من مرآة الرؤية الخلفية .
الآن لدي موقدين هائلين . هنا في هذا البيت بقرب البحر، وأنا أتحدث عنه. وموقد المطبخ كبير البطن العتيق .
لقد كبرت مولعة جدا بالمواقد .
وكان سيمون في السابعة، بالمناسبة .
نمت مجموعة متنوعة من التوت في مكان قريب. و على بعد دقائق من جدولي كانت هناك خضروات مختلفة، في الحقول التي كانت تُزرع يوما ولكنها الان مفرطة النمو العشوائي  طبعا   .
وراء النافذة  حيث أجلس ، كان النسيم يراقص عشرة آلاف ورقة . وضوء الشمس ينكسر خلال الغابة في بقع مشرقة مرقشة .
الزهور كانت تنمو أيضا، بوفرة تامة .
إنه يوم لبعض الموسيقى، في الواقع، على الرغم من أنه لاوسيلة لدي لأحصل عليها  .
لسنوات، حيثما حللت ، كنت عادة ما اتدبر امر العزف. ولكن عندما بدأت التخلص من الأجهزة اضطررت للتخلي عن الموسيقى ايضاً .
الأمتعة، في الأساس، هي ما تخلصت منه. حسنا، وكذلك الأشياء .
مرارا وتكرارا يحدث ان يسمع المرء بعض الموسيقى في رأسه ،بطريقة ما.
حسنا، جزء من هنا أو هناك ، على أي حال. أنطونيو فيفالدي. لنقل  أو جوان بيز، تغني  .
منذ وقت ليس ببعيد سمعت مقطعاً من
 Les Troyens ، لبيرليوز .
عندما أقول سمعت، أقول ذلك فقط بطريقة التحدث، طبعا .
ولايزال، ربما هناك أمتعة بعد كل شيء، برغم كل ما اعتقدته من أني قد تركتها ورائي .
من نوع. تلك الأمتعة التي تبقى في رأس المرء، وهذا يعني بقايا أيا كان ما عرفه في اي وقت مضى .
مثل أعياد ميلاد الناس كبابلو بيكاسو أو جاكسون بولوك، مثلا، و التي انا مقتنعة أنني لا ازال اعيد ذكرها كلما رغبت .
أو أرقام الهواتف، من كل تلك السنوات الماضية .
هناك هاتف هنا، في الحقيقة، ليس أكثر من ثلاث أو أربع خطوات الى الوراء حيث أجلس.
وبالطبع كنت أتحدث عن أرقام الهواتف التي تعمل، باي طريقة .
كما ان هناك هاتف ثان في الطابق العلوي، بالقرب من مقعد النافذة التي من خلالها أشاهد الشمس وهي تغرب،في معظم الأمسيات .
الوسائد، مثل كل شيء هنا على الشاطئ، عفنة . وحتى في أكثر الأيام سخونة، يستشعر  المرء الرطوبة .
الكتب  تتخرب منها  .
الكتب هي أكثر الأمتعة التي تخلصت منها ، بالمناسبة. حتى لو كان مايزال هناك الكثير منها في هذا البيت، والتي كانت هنا عندما وصلت إليه  .
وأود أن أشير إلى أن هناك ثمان غرف في هذا المنزل، على الرغم من أنني لا استخدم سوى اثنتين أو ثلاثة .
في الواقع كنت أقرأ، في بعض الأحيان، على مر السنين. خاصة عندما اكون غاضبة ، وقد قرأت الكثير حقاً  .
ذات شتاء ، قرأت تقريبا كل المسرحيات اليونانية القديمة. في واقع الأمر قرأتها بصوت عال. وخلال ، انتهائي من الجانب المعاكس لكل صفحة كنت امزقها عن الكتاب وإسقطها في النار .
لقد حولت إيسكيلوس و سوفوكليس و يوريبيديس، إلى دخان .
بحسب طريقة الكلام، يمكن للمرء أن يفكر في ذلك على هذا النحو  .
اما بطريقة مختلفة في الكلام، يمكن للمرء أن يعلن أنهم كانوا هيلين و كليتمنسترا و إلكترا، من فعلت بهم ذلك .
بحياتي ليس لدي أي فكرة لماذا فعلت ذلك .
لو كنت قد فهمت لماذا كنت أفعل ذلك، لما كنت غاضبة دون شك .
لو لم أكن غاضبة، بلا شك لم أكن لأفعل ذلك على الإطلاق .
أنا أقل إيجابية من أن الجملتين الأخيرتين قد تدلان على أي معنى معين .
في كلتا الحالتين لا أتذكر أين كان، بالضبط، أني قرأت المسرحيات وأحرقت الصفحات .
ربما كان ذلك بعد أن ذهبت إلى طروادة القديمة، والتي قد تكون هي من وضع في اعتباري البدء بالمسرحيات .
أو أن قراءة المسرحيات هي من وضع  في اعتباري الذهاب الى طروادة القديمة ؟
لقد استمرئت، ذلك الجنون .





[1] Rijksmuseum

المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

  كافكا - حكم تسوراو 1 المسار الصحيح يكون على طول حبل، ليس حبلاً معلقا في الهواء، بل حبلاً ممدداً على الأرض. وهو يشبه سلك ا...