الثلاثاء، 20 فبراير 2018

دانيال خارمس - مشاهد من حياة الشاعر ورسالتين الى صديق فيلسوف .




[مشاهد من حياة الشاعر، ورسالتين إلى صديق فيلسوف]

عن كيف زارتني الرسل

     قرع شيء ما في الساعة ثم جاءتنى الرسل . لم أدرك على الفور أنهم قد وصلوا . ظننت في البداية أن الساعة تعطلت. ولكن هأنا آراها تواصل العمل،بكل الاحتمالات،وتبيّن الوقت الصحيح. ثم أدركت أن هناك تياراً في الغرفة. فتساءلت: أي نوع من الظواهر هو أن تكون ساعة تعمل بشكل خاطئ و تيار في غرفة، ويمكن أن تعملا معاً كسبب؟ كما ظننت. كنت جالسا على كرسي بالقرب من الأريكة و أنظر الى الساعة. وكان عقرب الدقائق على التسعة وعقرب الساعات بالقرب من الأربعة : وبالتالي كانت الساعة الرابعة إلا ربعاً. تحت الساعة كان هناك تقويم تُنزع أوراقه،و كانت صفحات التقويم تصطفق وكأن رياحاً قوية تهب على الغرفة. كان قلبي يخفق وكنت خائفاً أن أفقد الوعي.
-  علي أن أشرب بعض الماء . – قلت .على نهاية الطاولة بجانبي كان هناك ابريق ماء.  مددت ذراعي وأخذت الإبريق.
- قد يساعدني الماء ،- قلت  وبدأت أنظر في الماء.
     ولكني هنا أدركت أن الرسل قد أتتني، و لم أستطع تمييزهم عن الماء. كنت أخشى أن أشرب الماء، لأني و بالخطأ قد أشرب الرسل. ماذا يعني ذلك؟ ذلك لا يعني شيئا. يمكن شرب الشيء السائل فقط . ولكن حقاً، هل الرسل سوائل؟ وهذا يعني أنني يمكن أن أشرب الماء دون داع للخوف. لكني لا أجد الماء. بحثت عنه في جميع أنحاء الغرفة. حاولت أن أدس شيئاً في فمي، ولكنه لم يكن ماءً. لقد دفعت بالتقويم في فمي - لم يكن ماءً أيضا. قلت ليذهب الماء الى الجحيم وبدأت أبحث عن الرسل. ولكن كيف لي أن أجدهم؟ كيف يبدون؟ تذكرت أني لا أتمكن من تمييزهم عن الماء وهو ما يعني أنهم يبدون وكأنهم الماء. ولكن كيف يبدو الماء؟ وقفت هناك أفكر. لا أعرف كم وقفت هناك مفكراً، ولكني ارتجفت فجأة .
هاهو الماء! - قلت لنفسي.
لكنه لم يكن الماء، وكان ببساطة أن أذني بدأت تحكّني.
     بدأت أنبش تحت الخزانة وتحت السرير، معتقداً على أقل تقدير أن أجد هناك ماءً أو رسولاً . ولكن كل ما وجدته تحت الخزانة في الغبار كانت الكرة التي قد مضغها كلب، وتحت السرير بعض شظايا الزجاج.
تحت الكرسي وجدت شريحة لحم نصف مأكولة. أكلتها وشعرت أني أفضل. الآن توقفت الرياح تقريبا ، في حين أن الساعة تدق بهدوء مظهرة الوقت الصحيح:  الرابعة الا ربعاً.
 - حسناً ،هذا يعني أن الرسل قد غادروا بالفعل - قلت لنفسي وبدأت تغيير ملابسي متجهزاً للخروج في زيارة.

22 أغسطس 1937

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

  كافكا - حكم تسوراو 1 المسار الصحيح يكون على طول حبل، ليس حبلاً معلقا في الهواء، بل حبلاً ممدداً على الأرض. وهو يشبه سلك ا...